tisdag 12 februari 2008

جيل من الاطفال الارهابيين يدخل الخدمة




رعب جديد في العراق يتخطى الموانع الانسانيةجيل من الاطفال الارهابيين يدخل الخدمة




خرجت ام حسين تصرخ في الشارع بحثا عن ابنها الوحيد لتدخله الى المنزل عقب مشاهدتها لمؤتمر صحفي بثته محطات التلفزه يظهر اطفال دون سن 11 ينتمون الى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ويشعر الاهالي بقلق كبير حيال محاولات تنظيم القاعدة الى تجنيد الاطفال القاصرين او خطفهم مقابل الحصول على الاموال ما يزيد الملف العراقي ورقة شائكة جديدة.
وقد اعلن في مؤتمر صحفي مشترك بين وزارة الدفاع العراقية والقوات المتعددة الجنسية ظهر الاربعاء الماضي عن العثور على فلام فديو ووثائق تركها تنظيم القاعدة لاغراض الدعاية الاعلامية عقب مداهمة احد معسكراته في منطقة خان بني سعد شمال شرق بغداد في ديسمبر/كانون الاول الماضي.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع اللواء محمد العسكري "ان القاعدة تريد تشكيل جيل جديد من الارهابيين كونها تعاني من ضربات موجعة افقدتها اغلب مقاتليها مما دفعها الى استخدام بدائل من اعمار قاصرة تتراوح بين 8 -14 عام".
واضاف العسكري "ان القاعدة بدأت تعاني ايضا من شحة في الموارد والاموال مما دفعها الى اللجوء الى خطف الاطفال ومقايضة ذويهم بدفع فدية مقابل اطلاق سراحهم وقد استطعنا تحرير طفل في سن 11 عام واسمه محمد من مدينة كركوك كان قد خطفه تنظيم القاعدة وطالب مقابل اطلاق سراحه مبلغ قدره 100 الف دولار".
في حين قال المتحدث الرسمي للقوات المتعددة الجنسية الادميرال غريغوري سميث "لقد وجدنا ان القاعدة قد اعتمدت على النساء ايضا والمختلين عقليا وقد احصينا ذلك ففي عام 2007 سجل قيام ثمانية نساء بتفجير انفسهم وفي عام 2008 سجل انتحار امراتين مختلتين عقليا يوم الجمعة الماضية في سوق الغزل الخاص بالحيوانات ومنطقة بغداد الجديدة".
وقد اوضح شريط الفديو الذي عثر عليه اطفال قاصرين برفقة معلم من القاعدة وهم يجرون تدريبات على خطف احد المنديين وهو يسر بسيارته في الشارع علاوة على تسلق الجدران واقتحام المنازل، وقد ردد الاطفال قسم الولاء للجاهد في سبيل الله.
وقد حمل الاطفال اسلحة خفيفة متنوعة من المسدسات ورشاشات كلاشنكوف وقاذفة صواريخ من نوع ار بي جي المضادة للدروع، وقد تقنعوا بلفافات سوداء وارتدوا ملابس رياضية سوداء ايضا.
وتقول ام حسين 44 عام تسكن في بغداد في حي المنصور الراقي "من السهولة جدا ان يتم استدراج الاطفال الى مثل هذا التنظيم لان الطفل لا يملك معرفة جيدة واستدراجه ليكون بطلا ويحمل السلاح كما يشاهد في افلام الاكشن ستكون وسيلة مغرية لجذبه".
وتضيف ام حسين "انا قلقة جدا على طفلي من خطفه او من تجنيده وهذا الامر جعلني اشعر برعب جديد ايضاف الى الرعب اليومي الذي نعيشه خوفا من انفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والمداهمات وجميع المظاهر المسلحة الموجودة في شوارع بغداد".
ولم تتردد وزارة الدفاع على لسان الناطق الرسمي محمد العسكري عن توجيه تحذير الى العوائل العراقية لمتابعة ابنائهم بشكل دقيق معربا عن استعداد وزارته للتنسيق مع وزارة التربية لتحسين مناهج التعليم ووضع خطط لتطوير ذهنية الطفل وجعله على دراية باساليب التجنيد.
ويقول العسكري "ان الاطفال يتأثرون بسلوك الاشخاص ذوي النفوذ الذين يحكمونهم وهذا ما حصل فعلا في بعض المناطق التي سيطر عليها تنظيم القاعدة في السابق".
ويعد القتل اليومي والتفجيرات الانتحارية وحالات الخطف والجثث المجهولة الهوية وجميع مظاهر العسكرة المشهد اليومي المتكرر في الحياة العامة ووسائل الاعلام التي يطلع عليها الطفل بكثافة ما دفع تجار بيع لعب الاطفال الى استيراد انواع عديدة من الاسلحة البلاستيكية المختلفة التي تعتبر الاكثر رواجا والاكثر طلبا من قبل الاطفال لانها تمثل صورة المحيط الذي يعيش فيه.
ويجد باحثون نفسيون ان اجيال من العراقيين قد نشاؤا في ظل الحرب المشتعلة منذ ثلاثين عام على الاقل وان ذاكرة البالغين من اعمار الشباب في العشرينات حاليا تحمل ذكريات عن مشاهد القتل التي كان يبثها التلفزيون العراقي عن صور المعركة التي استمرت 8 سنوان بين العراق وايران ثم عززت بصور دمار اوسع جرت وقائعه مع بداية التسعينات في الحرب مع الكويت، وعززت مرة اخرى بإبادة مئات الالاف من المدنيية على اثر الانتفاضة ضد الرئيس السابق صدام حسين.
ولا يتوقف نزيف الدم حتى في حالات السلم لدى العراقيين فتجده في صور عدة غير الحرب مثل احياء الطقوس الدينية، وللاطفال ايضا دور في ممارسة هذه الشعائر التي تعرف بطقوس عاشوراء ولهم نصيب في ضرب ظهورهم بالسلاسل الحديدية او شق روؤسهم بالسيوف.
وتعتمد مناهج التدريس في المراحل الابتدائية والمتوسطة والمتقدمة على اقتباس المشاهد القتالية في التاريخ العربي والاسلامية بصورة تفاخرية وتروي معارك العرب مع الشعوب الاخرى وملاحم الاستشهاد والقتل.
ولعل عدد من العوامل تساهم في توجيه عقل الطفل العراقي الى اللجوء الى السلاح او الانخراط في المليشيات المسلحة وابسطها يتمثل في
ثقافة العنف والاستبداد المنتشرة في عموم منطقة الشرق الاوسط.

Inga kommentarer: