lördag 8 mars 2008

العراقيات ما زلن يحلمن بحقوقهن




مع اطلالة الثامن من اذار / مارس تتجه العيون وهي تحمل باقات ورودها الى (المرأة) مفعمة بقصائد شعر عابقة بالغزل الرفيع، تمنحها اياها بمحبة غامرة، وفي العراق تنهض قلوبنا لتحيي المرأة العراقية، ونغني لها اجمل اغنيات الفخر والاعتزاز بها كونها استثنائية في زمن استثنائي طويل عاشته وما زالت تعيشه، وكانت الظروف التي تضطرب تتراكم على رأسها وتجدها تحاول ان تستدرك كل دمعة بأبتسامة امل، وبيديها ارفع سقف الامنيات وتطفيء حرائق الشتات، فلا نجد الا ان نقول لها : عراقية انت.. ايتها الباذخة السامقة، عراقية انت كالنخلة وارفة الظلال طيبة الثمر عالية الجبين شاهقة الكبرياء، عراقية انت تملئين الازمنة والامكنة بنهاراتك المشرقة وشعاعات بهائك التي تتصاعد لتملأ الارواح والقلوب، ها انت ايتها العراقية تحتفلين مع نساء الكون بعيدك، واي عيد هو لك، كل الاعياد ستجتمع فيه وكل الاشياء الجميلة ستحيط بك، بينما كل القلوب ستخفق لك، ها انت.. هنا، اسألك في روح واحدة منك، امرأة من نسائك (متوزة) بالصبر قابضة على جمر المحبة، وتقول : نحن نساء العراق تاج نساء الكون، من مثلنا، وهل هنالك من تشبهنا جمالا ومحبة وكبرياء، هل تدري اي صبر لدينا، ساقول لك ببساطة : انه الصبر الذي (لاوى) ايادي الحروب والحصارات والارهاب، وما جعل اصابعها تتكور لهد (حيلي) ولا (حيل) الذين من حولي ومعي. اقول : اي تحد تحملين؟ تقول : ليس تحديا.. بل قل ان الله العزيز الحكيم خلقنا هكذا من (طينة) مختلفة، من الصبر والشجاعة والتفاني والمحبة، هل تدري.. ايها السائل عنا، ان المحبة العراقية التي في نفس المرأة هي سبب كل ذلك التحدي الذي تتحدث عنه!!
اتأمل كلماتها.. واعود لاقرأ في مناخاتها وتضاريسها قراءة هادئة، انها لكبيرة تلك المرأة الحاملة جرار الصبر والكبرياء فلا تجعلها تسيح ولا تتبدى، بل انها تبتكر الاحتمالات ليبقى هذا الصبر، فنبات روحها لن يسقى يغيره ولن تنبت الطيبات دونه، فالمرأة العراقية في هذه الازمنة الرمادية حملت الوعي كله، وشهقت بمحبتها تذود عن كل ما لديها و(تركض) في الارجاء تواكب مايفعله الرجل، تجط على اكتافها النجوم ويقتبس القمر نوره من وجهها، واراها واقفة عند اول الافق الواسع تلملم اطراف الخير وتحصد الامنيات وتداوي الجراح وتبني، يقول الشاعر العراقي كاظم الحجاج : (المرأة هي الكيان الموازي للرجل الذي لاتكتمل الحياة الا بوجوده ان لم يكن هو (هي) اساس الحياة كلها)، وها هي العراقية تمنح كل شيء وجوده، تعطيه حلاوته وجماله وكبرياءه ودهشته وقوته، اسأل استاذ علم النفس الدكتور جاسم محمد عنها فيقول : (المرأة كائن مؤثر في حياة الرجل، فهو يتربى في حضنها طفلا، وفيه ينمو شكلا ومعنى، هي لاتمنحه الحليب والحنان فقط، بل تمنحه كل معاني الخير والاحترام وتغرس في نفسه قيما لا تستطيعاية مؤسسة ان تغرسها وبالمقابل.. لم تستطع اية قناعات ان تنتزعها، والمرأة العراقية تبلورت روحها لتشع بالضياء والبهاء وتكون القدوة وهي المسؤولية الكبيرة ملقاة على عاتقها، فدخلت الى كل مجالات الحياة بروحها وقالت كلمتها صادقة قوية لتعبر في ظل ظروف صعبة عن ذاتها، فتحفظ بيتها الصغير وهي تنظر الى بيتها الكبير (العراق) لتكون مع الرجل مسؤولين عنه جهدا بجهد وعزيمة بعزيمة).
ها هو عيد المرأة بيننا، عيد المرأة التي هي (الجانب المضيء من الكرة الارضية) كما قال عنها الفنان الراحل مؤيد نعمة، والمرأة العراقية الاستثنائية ينظر اليها العيد بوجه مضيء، وان كانت لاتهتم به، فالانشغالات لديها فوق انشغالات عيدها الخاص لكنها لاتحعله يمر منها دون ان تبتسم له وتحييه معبرة عن خلجات نفسها وتتوقف ازاءه لاستذكار ما مر ّ بها.
تقول النائبة العراقية صفية السهيل : على المرأة ان تقاتل وتقاتل من اجل تحقيق احلامها وافعال دورها في المجتمع والاسرة، نعم هن متعبات ويحتجن الى دعم ودعم كبير جدا،أنا ارفض استرخاص المراة وذلها وارفض قهرها، مثلما رفضت وارفض عمليت (الجدية) من الدول من مستحضرات طبية وأدوية لعلاج المرأة، اقول بحزن!! نحن نفعل الكثير من اجل المرأة من توفير أحتاجاتها وخاصة من ليس لها معين واعالة الارامل والمرضى منهن، ولكن أقولها وللاسف.. تأخـــــــرنا كثيرا، أقولها لك ايتها المرأة العراقية ودائماً اقولها وفي يومك هذا انا اعتذر اليك، في عيدك لم نعمل لك الكثير ولم نؤمن لك ماتحتاجين، ونحن مقصرون بحقك...لكننا نحاول البدء في دفع الكثير من القوانين التي تخص المرأة والطفل والاسرة، واضافت السهيل : بدأنا فعلاً بمشروع قانون نساء بدون معيل واقمنا مراكز تأهيلية من اجل العمل لمن ليس لها عمل ولديها القدرة عليه، المرأة المرأة... هي اهم واهم من اي امر.. لانها عانت الكثير من الجرائم والانتهاكات سابقاً وهي اليوم تعاني ايضا،العنف في الاسرة كان له جانب من جلساتنا ومحاولة الدفع به الى الهاوية والتخلص منه، أما اهم أمر هو عدم التمييز ضدها بينها وبين الرجل، وفعلاً أقمنا كتلة نسوية داخل البرلمان العراقي، نجاح لعمل مشترك، وهو نجاح في حد ذاته لتشكيلها، واحد اهم القرارات التي تطالب هذه الكتلة تطبيقها هي قضية وجود المرأة في صنع القرار السياسي، وان تكون جزء من القرار السياسي الذي بشكل او بأخر ترفع بأطار كل مانؤمن به...أما بالنسبة للمرأة العاملة / الموظفة... نبارك ونبارك ومازلنا الجهد العظيم الذي تبذله فهي أكثر شريحة تحتاج الى دعم وان اكثر من سبعة ملايين طفل عراقي تعينه امراة، لذلك فأرتباط عافية المرأة ارتباط مباشر مع عافية الطفل، يجب على الحكومة تخصيص الاموال اللازمة لرعاية المرأة وهو واجب عليها وعلى البرلمان، ونقول من يعاني من القتل والخطف.. غير نساءنا، ومن يعاني من الهجرة والترحيل غير نسائنا انهن نساء عظيمات نساء مثابرات يتحدين الصعاب والالآم، في ظل رعاية خجولة ومؤسسات لاتعنى ولا تعطي اليها غير الشيء القليل، وفي ختام حديثها قال السهيل : اناشدك ايتها المرأة العراقية ان تقاتلي من اجل حقوقك المنصوص عليها في القانون العراقي، انت لست ضعيفة انت قوية، انت اهم شريحة في المجتمع وتحتاجين الى الدعم، أناشد نساء العراق على الصبر وحتما سياتي يوماً للخلاص.
وقالت الكاتبة صبيحة شبر : وفي هذه المناسبة الجميلة، عيد المرأة العالمي، يحق لنا ان نحلم انه يمكن للمرأة العراقية ان تنال حقوقها ككل نساء العالم، وان تتمتع بالحرية والكرامة والأمان، في بلد جميل وغني معروف، انه بنى اعرق الحضارات على وجه الأرض، حضارة بابل وآشور وأكد، فهل يمكن للمرأة العراقية ان تصل الى تحقيق أحلامها الكثيرة، وقد ناضلت طويلا من اجل الوصول الى تلك الأحلام، أما حان للمصاعب ان تزول، والظلام ان ينجلي، والحرية ان تنبلج شمسها؟، تستحق المرأة العراقية ان تصل الى غاياتها النبيلة في الحرية والمساواة واحترام الإنسان فيها، وهذا لايمكن ان يتحقق الا بتضافر جهود جميع الطيبين،من أبناء هذا الوطن الحبيب، وبتوحد المحبين لبلدهم والساعين الى تبديد متاعبه والوصول به إلى بر السعادة والوئام. اما الكاتبة ليلى الصائغ فتقول : المرأة هي عنوان الحياة وقيمتها فبدون المرأة لا معنى للحياة هي نصف المجتمع أذا لم نقل هي أكثر من ذلك، المرأة هي القلب الذي يعطي بلا حدود وبلا مقابل، هي الام والاخت والصديقة، هي الحبيبة.. المرأة هي عنوان العطاء، فهي كالفراشة التي تدور حول الحقول والزهور، هي كل شيء له معنى وقيمة، المراة في مجتمعنا تعاني الكثير من القيود التي لا زالت متأصلة في عقول وجذور المجتمع العراقي، واذا ماارادت المراة كسر هذه القيود، لابد لها من أن تعي مكانتها في المجتمع التي أعطاها الله سبحانه وتعالى وشرعها الدين لها لذلك عليها أولا أن تعرف حقوقها وأن تسعى للحصول عليها، وهذا ينبغي لها أن تكون أكثر قوة وأكثر ثقافة ووعياً لكل مايدور في المجتمع من أمور وأحداث وأن تفهم دائماً بأنها ليست أقل من الرجل في كل شيء، عندها فقط تستطيع المراة أن تنهض بحالها ونفسها كي تكون جنباً الى جنب مع أخيها الرجل، وقالت سميرة جياد / مديرة أذاعة شهرزاد (اذاعة المرأة والطفل) : المرأة هي كل الحياة بالنسبة لي لانها أمي في الدرجة الاساس، هذا النهر المتدفق الذي يعطينا الحياة، فأقول (كل عام وانت أمـــي، كل عام وأنت الشمعة التي تنير عوائلنا،) بالنسبة لي عيد المرأة يعني الحنان والحياة المتجددة والسعادة الدائمة، لذا اقول لكل الامهات نحن سعداء بهذا الحب،نحن سعداء بهذا الامل، نحن سعداء بهذا العيد، وكل عام ونساء العراق والعالم بألف ألف خير.
اما الاعلامية ابتهال بليبل فقالت : قطعت المراة العراقية شوطاُ كبيرا في الوضع الاجتماعي، فعد ان عانت، ولفترة طويلة، من معاناتها بأعتبارها مواطناً من الدرجة الثانية، اتيحت لها الان فرص العمل، والتجارة والمشاركة في الوظائف القيادية، والمجالس الاستشارية... ولكن الغريب ان الذي يحارب المراة هي المراة نفسها، ففي المجتمعات العربية التي تشكل فيها المرأة نسبة لاتقل عن الرجل، فأنه عندما سمحت بعض هذه المجتمعات، أو لنقل الحكومات، بأعطاء المرأة حق الترشيح والانتخابات لبرلماناتها ومجالسها المحلية، لم تقم المرأة بأنتخاب المراة فسقطت في الانتخابات، وخرجت... وقد حدث ذلك في بعض البلدان العربية المجاورة، ومن هنا فان المطلوب الآن من المرأة أن تقنع بنات جنسها بضرورة مساندتها، فالرجل لم يعترض بل بارك هذه الخطوة، ولكن المرأة هي التي عارضت والمجتمعات الانسانية المقبلة، بصفة عامة، ستشهد (نسوة) في العديد من القطاعات، لا لشيء إلا لأن نسبة الاناث أخذت بالازياد على حساب أعداد الذكور، ولو فرضنا جدلا أن هذه النسبة ارتفعت واحد بالمئة سنويا فأن العالم سيشهد مداً انثويا لاسابق له، تسيطر فيه المرأة على كل شيء، وسوف تقود النساء في العالم المتحضر الاحزاب وتترأس الحكومات بموجب المشاركة في الديمقراطية، وذلك ليس بعيداً فهذه كوندريسا رايس و هيلاري كلنتون ووو، وهذا امر لايعد بعيد المنال، فقد أثبتت المرأة أن لها حساً قيادياً، اذا اتيحت الفرصة لها، عند ذلك سيبدا عهد تلعب فيه المراة أدوارا أكثر خطورة من ذي قبل، ويجب على الرجال الذين يتعايشون تلك الحقبة أن يستعدوا من الآن لتاسيس جمعيات لحفظ حقوقهم، وسوف تعوض لنساء العالم ماعانته جداتهن على ايدي الرجال المتسلطين الذين ولى زمنهم الى غير رجعة، وسوف ياتي دور آخر للنصف الاخر الذي لم يحصل على دوره، ربما قد تكون هذه احلام المرأة او معجزات اخر الزمان،مع انني أمرأة وأكن للمرأة كل الحب والاحترام والتقدير ألا انني اريدها ان لا تنسى المثل القائل " أرحموا عزيز قوم ذل ) ّّ.
وقالت الاعلامية غادة علاء : احيي المرأة العراقية على صمودها امام كل المصاعب والظروف التي مرت بها منذ عصر الجاهلية وما زالت تعاني الى الان، المرأة العراقية مثال لكل امرأة لكل ام واخت وحبيبة، هي الان تقوم بدوين دور امرأة، ودورالرجل، وأنا مثال واضح للدورين، فأنا الامرأة التي اقوم بواجباتي والحمد لله على اكمل وجه، اقوم بعملي كأية امرأة في ادارة البيت وبنفس الوقت اتابع علاج والدتي واخي والى جانب ذالك احاول ان اهيء الجو المناسب لهما والدور الثاني ان اعمل حتى لو كان العمل ليلا ونهارا فسوف ابقى اعمل كي استطيع ان وفر لهم مستوى لابأس فيه، أنا في وسط عائلتي الام والاب والاخت والاخ وكل شي، واتمنى ان اكون مثال جيد لكل امرأة عراقية، و لا اعتقد ان هناك امراة تشبه المرأة العراقية، لا توجد في الكون امرأة تمتلك صبر المرأة العراقية، ولا توجد امرأة مرت بما مرت به العراقية، ولا يوجد امرأة استطاعت ان تعمل ما عملته العراقية في الحرب والسلم وفي كل الظروف.

Inga kommentarer: