torsdag 20 mars 2008

غدا تنطلق فعاليات بابل عاصمة للثقافة العراقية


عبد الجبار العتابي من بغداد: مع نسائم الربيع، يبزغ سحر بابل، ويرتفع قمرها ليقف مجددا في كبد السماء العراقية، يضيء الدروب المؤدية الى المدينة بابل، حيث كلها تمسي هكذا، فتتجمل به وله المدن وتفتح اذرعها لاحتضان المحتفلين بفرح المستذكرين للحضارة، حيث اول نقاط البوح بالحضارة، عند اول ذاكرة ارتفعت لتمنح العالم اسماءه واسباب رقيه ونطفة تاريخه الاولى، صارخة بوجه العالم المتعدد الاوجه ان يطل عليها ويستنشق عطرها وينحني مهابة لها، وقد راحت اشكال الهمجية واسراب الظلام تتطاير نحوها. هنا بابل، بابل..، (بابيلون)، هنا الدنيا، هنا الاسماء تجتمع متوحدة وهي تقف امام النبع، هنا التاريخ يصحو، يرفع يده ملوحا باولى راياته وقد ابتدأت اولى خفقات قلب الحضارة من خطوة للانسان فوق هذه الارض، اجتمعت حولها الخطوات ثم تألقت وتآلفت لتصبح اقمارا في سموات الناس يراها القاصي والداني، ويسعى اليها ليستنشق عطرها وسحرها ويتأمل كل مفاتنها ويغني لها ويدبك مع اجمل الالحان. والمناسبة هي انطلاق فعاليات (بابل عاصمة للثقافة العراقية)، التي اختارتها وزارة الثقافة العراقية في خطوة غير مسبوقة سيتم فيها اختيار احدى المحافظات كل عام لتكون عاصمة ثقافية للعراق ( بناء على رغبة لدى الجهات العراقية هدفت الى تنشيط الثقافة والحياة الثقافية في مدن عراقية أخرى غير بغداد ) وليس لهذا علاقة او ان يعتبر التفاف على قرارات اليونسكو التي تختار مدنا عربية. هنا بابل تفتح بواباتها وتستذكر نفسها وينتشر في ارجائها تاريخها، على الرغم من الاسلحة المنتشرة في ساحاتها، وعذابات لعلعة الرصاص وصرير العجلات العسكرية التي يتذمر من وجودها اهل بابل القديمة والحديثة، وعلى الرغم من جهل الجنود الامريكيين والبولنديين الذين داسوا ترابها، وازعجوا السلالات كلها، فالتاريخ يمشي على قدميه، يستطلع الدنيا وينظر نفسه وهي تتمرى بالوجوه التي تمر وتحتفل بخلوده، وتشرح معنى الاسم الذي ذاع في امكنة العالم، تقول: ان الاسم ورد في النصوص المسمارية بأسم (باب ايلي) ومعناه (باب الاله)، وبابل قرية صغيرة ذكرت في العصر في العصر الاكدي نحو (3350 قبل الميلاد) ثم توسعت في زمن سلالة اور الثالثة حتى غدت مدينة كبيرة ومركزا للاموريين وعاصمة لاشهر ملوكهم المشرع العظيم (حمورابي) (1792- 1750) قبل الميلاد، وفي العهد الكلداني (625- 538) قبل الميلاد حيث ازدهرت بابل ثانية واتخذت عاصمة للكلدانيين، وقد نالت العناية الفائقة في عهد ملكهم نبوخذنصر (605-563) قبل الميلاد الذي اعاد بناءها باسلوب مخطط، روعيت فيه تحصينات المدينة وصارت اوسع واجمل واكثر رخاء من اية مدينة، وتقع مدينة بابل على نهر الفرات الى الجنوب الشرقي من بغداد بالقرب من مدينة الحلة مركز محافطة بابل الحالية (90 كلم جنوب بغداد). يقول جابر الجابري الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة: بابل ستحتفل مع محافظات العراق من الشمال الى الجنوب ببابل عاصمة الثقافة العراقية 2008،هذه المدينة التي عبر الآف السنين تختزن إرثا حضاريا وثقافيا وفكريا وعلميا، والغاية من المهرجان إبراز الهوية الثقافية الوطنية المتنوعة للعراق من خلال التأكيد على الأعمال التراثية والفلكلورية الهادفة بالإضافة الى إبراز المواهب الثقافية وتحريك عجلة الإبداع ودفعها الى الأمام وتقديم أعمال فنية متميزة، وستكون هذه المناسبة فرصة لافتتاح منشآت ومراكز ثقافية جديدة في المدن التي تفتقر لمثل هذه المؤسسات، حيث ستنطلق فعاليات المهرجان ابتداء من العشرين من الشهر الحالي وعلى مدى فصلي الربيع والخريف بالتعاون مع مجلس محافظة بابل والمحافظة ورئيس الجامعة والمحافظات ورئاسة الجامعة والمنظمات الحكومية وغير الحكومية كالإتحادات ومنظمات المجتمع المدني، وان الوزارة ستتحمل العبء الكبير لإقامة هذه الفعاليات من خلال دوائرها المتخصصة في الجانب الفني كالموسيقى والكتاب واقامة الندوات الفكرية، فضلاً عن مشاركات إتحاد الادباء والكتاب في الحلة بعقد الندوات الفكرية والثقافية واقامة الجلسات الشعرية، إضافة الى تربية المحافظة ستقدم مهرجان المسرح بمشاركة طلاب المدارس ومهرجان للشعر والانشودة الوطنية ومعارض تشكيلية ونشاطات أخرى ثقافية لنقابة الفنانين والتشكيليين، والمركز الثقافي للطفل فرع الحلة الذي سينظم معرض لرسوم الاطفال ومهرجان للخطابة والشعر ومعارض لمطبوعات دار ثقافة الاطفال والبيت الثقافي التابع لدائرة العلاقات في وزارة الثقافة وهيئة الاحياء والتحديث التراثيواوضح ان الوزارة تقوم حالياً بتهيئة الدعوات الرسمية لعدد من الشحصيات السياسية والادبية والثقافية في عموم العراق للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية الفنية لفعاليات مهرجان بابل عاصمة للثقافة العراقية 2008، حيث حددت بالتعاون مع مجلس المحافظة الاماكن التي ستقام عليها الفعاليات وشعار المهرجان إضافة الى تحديد مسارات الحملة الدعائية في مدينة بابل وبغداد. هنا بابل، وما عليك وانت تتطلع اليها مدينة وتاريخا وحضارة، الا ان تستمع لرنات قلبها الخافقة، ان تسمع اغنية (انانا- عشتار البابلية) التي هي اقدم اغنية حب كتبها انسان في تاريخ البشر، كما حدثنا عنها البروفيسور (كريمر)، هذه الاغنية التي عليك ان تبتكر لها لها وتغينيها كما شئت: (ايها العروس..، حبيب انت الى قلبي/ وسيم انت، جميل، حلو كالعسل / ايها الاسد، حبيب انت الى قلبي / لقد ملكتني، فدعني اقف امامك.. واجفة / ايها الاسد.. هلا حملتني معك.. الى المخدع) يتضمن المنهاج الاحتفالي: في اليوم الاول اقامة الاحتفالية المركزية التي ستبدا بازاحة الستار عن نصب لمؤسس مدينة الحلة الامير صدقة بن مزيد الاسدي والقاء كلمات وقصائد شعرية وعروض مسرحية وفعاليات للاطفال وستقوم اللجنة الاعلامية باطلاق البالونات الملونة فضلا عن افتتاح معارض تشكيلية ومعرض للكتاب الحلي بالتعاون مع دار المدى، وستتوالى على مدى عام العروض المسرحية والحفلات الغنائية والموسيقية وعروض الازياء والندوات الفكرية والتراثية مبينا ان تربية المحافظة ستشارك من جانبها بعدد من الفعاليات الفنية والثقافية والمسرحية المختلفة فيما ستشارك منظمات المجتمع المدني بفعاليات اخرى الى جانب الندوات التي تنظمها جامعة بابل بالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب في بابل. يذكر ان فعاليات المهرجان الذي ينظم للمرة الاولى في تاريخ العراق ستشارك فيه جميع المحافظات من خلال تقديمها عروض وفعاليات ثقافية وفنية مختلفة

Inga kommentarer: