onsdag 16 juli 2008

بيان بمناسبة الذكرى الخمسون على ثورة 14 تموز المجيدة

تشكل الذكرى الخمسون لثورة 14 تموز المجيدة ، انعطافة هامة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تأريخ عراقنا المعاصر ، من خلال تحطيمها للقيود التي كانت مفروضة انذاك على ابناء شعبنا ووطننا، تلك القيود التي لم تتمكن من ارضاخ شعبنا وقواه الوطنية لسياسات النظام العميل التي تحمي مصالح القوى الرجعية ومصالح الاحتلال البريطاني.
وقد كان لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية واتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي الى جانب الجيش والقوى الوطنية العراقية دور مهم في الثورة ، من خلال تحشيد كل الجهود الشابة من اجل دعم سواعد البواسل من الجيش العراقي البطل الذي كان له الشرف في اشعال ثورة العراق وحسمها لصالح الشعب والوطن، ومطيحة بالنظام الملكي البوليسي الذي الحق الاضرار بشعبنا ووطننا، بسبب سياسته الرعناء تلك السياسة التي ادت الى افتقار الشعب لابسط الخدمات والحقوق ، واستشراء البطالة، والفقر والجوع والامية، وتكريس هيمنة الاقطاع واستمرار استغلالهم البشع لجماهير الفلاحين ، وربط البلاد ومصالحها العليا بأحلاف ومعاهدات من اجل خدمة المشاريع الاستعمارية بالضد من مصالح الشعب والوطن.
لقد حققت ثورة 14 تموز الكثير من الانجازات المهمة التي تصب في مصلحة البلد منها:
الخروج من حلف بغداد والغاء المعاهدات التي تنتهك الاستقلال والسيادة الوطنية. واصدار قانون الاصلاح الزراعي رقم 30 سنة 1958، و تحرير الاقتصاد والعملة العراقية من الهيمنة الاسترلينية، وتشريع قانون النفط رقم 80 الذي بموجبه تم انتزاع 99.5% من مناطق الاستثمار المخصصة لشركات النفط الاحتكارية العاملة في العراق وهيأ مشروع شركة النفط الوطنية العراقية. واصدار قانون الاحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 ، ودشن عملية واسعة من البناء والتحديث الصناعي والزراعي و التجاري والعمراني، الى جانب بناء الدور والاحياء السكنية لموظفي الدولة والفقراء خصوصا، و غيرها من الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية رغم قلة الموارد والامكانات المادية والبشرية في البلاد انذاك.
ان تلك الانجازات قد اثارت حفيضة القوى الرجعية التي ضربت مصالحهم في العراق، مما جعلهم يتربصون ويعملون على اسقاط هذا التحول الاستراتيجي في تأريخ البلاد، وانتهازهم الاخطاء التي ادت الى شق الصف الوطني في مواجهة القوى الرجعية و القوى الخارجية التي لا تريد للعراق الخير والاستقرار. فالاخطاء التي ارتكبت من قبل المشاركين في الثورة من احزاب وقوى سياسية وطنية ، والانقسامات بين صفوف الضباط الاحرار ، الى جانب سياسة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم التي اتسمت احياناً بالتردد وعدم الحسم ، كل ذلك ادى الى تغيير شكل الحكم الوطني الشعبي الى حكم عسكري فردي بعيد عن نبض الجماهير. وفي الثامن من شباط عام 1963 تحققت للقوى الرجعية اهدافها الشريرة التي كانت تخطط لها منذ بداية الثورة ، وتوج ذلك بأنقلاب عسكري دموي ، اجهض مسار ثورة الشعب وقتل وسجن وعذب الكثيرين من مناضلي شعبنا وقواه الوطنية الديمقراطية .
ونحن اذ نستذكر الذكرى الخمسين لثورة الوطن والشعب المجيدة ، نريد من القوى والاحزاب العراقية النظر الى تلك الفترة ودراستها واستخلاص الدروس الضرورية منها، والانطلاق من مبدأ وضع مصالح الشعب والوطن فوق كل اعتبار من اجل بناء عراق القانون ، عراق الاستقرار والامان والمحبة والتعايش السلمي والبناء والاعمار.
لدينا ثقة كبيرة بشعبنا وبالقوى الوطنية التي مهدت وساهمت ودافعت عن ثورة 14 تموز المجيدة ، والتي تسعى الى انتهاج سياسة وطنية موحدة للصف الوطني من اجل مواجهة القوى التكفيرية والصدامية والسياسات الطائفية التي تراهن على مستقبل البلاد وتطهير العراق من هؤلاء الاشرار وبناء مستقبل زاهر للوطن والشعب ، واعادة الاعتبار لثورة تموز الشعبية ومبادئها الوطنية .
تحية واجلال لثورة 14 تموز وقادتها الابطال
المجد والخلود لشهداء شعبنا وشهداء الحركة والوطنية
لجنة تنسيق فروع الخارج لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية & اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي

Inga kommentarer: