torsdag 17 april 2008

الأوضاع الأمنية في العراق تبدد فرح الايزيديين بعيدهم

دهوك: لا طعم للعيد هذه المرة. قالها بمرارة الشاب الإيزيدي سمير خالد رشو الذي اعتاد تمضية الأعياد السابقة بالرقص على ايقاع الطبل الذي تشتهر به الأعياد الايزيدية وأردف :الخوف من ان تستهدفنا الجماعات المسلحة كما استهدفت أهلنا في آب أغسطس الماضي يبدد فرحتنا بالعيد.ويضيف رشو (23 عاما) للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) ) أن الاحتفالات بعيد رأس السنة تختلف من عام لآخر؛ بسبب التطورات الاجتماعية وهجرة الشباب الايزيدي نظرا للأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.وأوضح أن "العيد هذا العام لا طعم له، لان أصدقائي تركوا البلاد وهاجروا".
وتحتفل الطائفة الإيزيدية (ديانة غير تبشيرية يتركز أتباعها في شمال العراق) في أول أربعاء من كل عام حسب التقويم الشرقي الكريكوري الذي يتقدم 13 يوما عن التقويم الميلادي بأهم عيد لأنه يحوي على عدد كبير من الطقوس الخاصة بهم.
أما خلف خدر من سنجار في محافظة نينوى ويعمل في محافظة دهوك أقصى شمال العراق "كأنني لا أعيش في هذا العالم، فإذا كنت لا استطيع توفير كل شيء لعائلتي فلماذا اذهب لأباركهم العيد".
وعزا خدر عدم فرحته بالعيد إلى "التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وكنت دائما أتذكر العيد في السابق حيث تزين البيوت بورود شقائق النعمان وفوقها قشور البيض الملون باعتبارها من طقوس العيد الرئيسة، فضلا عن زيارة المقابر وتقديم النذور (الذبائح) التي أصبح الآن من الصعب تحقيقها لأنها مكلفة ماديا".ومن جانبها، لم تعلق خالدة محمود (31 عاما) على العيد؛ الا انها اكتفت بالقول "تغيرت هذه السنة الأحوال وطقوس العيد".ويقول الكاتب الإيزيدي خيري بوزاني لـ(أصوات العراق) إن "الإيزيديين في عيدهم يشعلون 365 قنديلا أو (جرا باللغة الكردية) في باحة معبد لالش بعدد أيام السنة دلالة على استقبال الايزيدية للسنة الجديدة بالنور والضياء قبل مغيب الشمس".
ومن جانب آخر، قال مصدر من الهيئة الاستشارية للمجلس الروحاني الأعلى للإيزيدية لم يشأ ذكر اسمه "في هذه السنة كما في السنوات الأربع الماضية لم تجر احتفالات واسعة في معبد لالش؛ بسبب الهجمات الإرهابية والظروف غير الطبيعية التي تعصف بالإيزيدية والتضامن مع اخواننا العراقيين".ويعد لالش المعبد الرئيس للإيزيدية ويقع مسافة 60 كم شمال الموصل.
وكان قضاء سنجار الذي يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الموصل ويقطنه الإيزيديون تعرض في شهر آب أغسطس الماضي إلى أربعة انفجارات بسيارات مفخخة أودت بحياة 200 قتيل وأكثر من 200 جريح جميعهم من الطائفة الايزيدية، حسب قائممقام القضاء دخيل قاسم حسون.
ويعد سنجار المركز الرئيس لتواجد الطائفة الايزيدية في العراق، ويسكنه حوالى 360 ألف نسمة، وتتبع للقضاء ناحيتا كر عزير وسنونى، وهما منطقتان مشمولتان بالمادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بتطبيع الأوضاع في كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها وذكر شيرو خديده لـ(أصوات العراق) "بمرور السنين فإن مظاهر العيد بدأت تتلاشى بسبب التكنولوجيا التي محت تراث الشعوب كأجهزة الهاتف النقال (الموبايل) الذي ساعد الناس على استبدال زيارة الأهل والأقارب بمكالمة هاتفية أو مسج (رسالة)".وأوضح أن "هجرة الشباب الإيزيديين إلى خارج العراق افقد العيد رونقه".
وتعود جذور الديانة الإيزيدية إلى أزمان قديمة. ويقدر عدد الأيزيديين في العالم بحسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بحوالى 800 ألف أيزيدي، يعيش حوالى 550 ألفا منهم في العراق، يتمركزون في قضاء سنجار، حيث يوجد معبد لالش الذي يعد من أقدس الأماكن لدى الأيزيديين، وقضاء الشيخان (50كم شمال الموصل) وناحيتي بعشيقة (15كم شرق الموصل) والقوش وبعض المناطق والقرى الأخرى في محافظة نينوى، وفي قضائي زاخو.

Inga kommentarer: