torsdag 12 juni 2008

هدأ العنف في مدينة الصدر ومعاناة السكان لم تنته


بعد توقف الاشتابكات العنيفة التي خلفت وراءها مئات القتلى والدمار في مدينة الصدر معقل جيش المهدي في شرق بغداد، يحاول السكان استعادة حياتهم الطبيعية رغم الجدار العازل الذي اقامه الجيش الاميركي لدواع امنية.
ويقول ابو علي (50 عاما) الذي اعاد فتح محله التجاري الاسبوع الماضي بعد اغلاقه نحو شهرين "نعيش وكاننا في معزل بسبب هذا الجدار".
جدار عازل في مدينة الصدرويؤكد ابو علي الذي يرتدي دشداشة تقليدية ان "الهدوء عاد الى المدينة لكن حياتنا اصبحت اكثر صعوبة".
ويضيف بامتعاض "ننتظر ساعات للعبور الى المدينة والخروج منها" في اشارة الى ارتال السيارات الواقفة عند المداخل المؤدية الى مدينة الصدر.
وتفرض القوات الاميركية والعراقية اجراءات امنية مشددة عند مداخل المدينة وخصوصا اغلاق الطريق الرئيسية بالحواجز الاسمنتية ونقاط التفتيش.
كما يرغم الازدحام والجدران العازلة السكان على المسير لمسافات بسبب صعوبة التنقل بواسطة السيارت، الامر الذي يزيد من معاناتهم.
ويقول ابو علي "حتى سيارات الاسعاف لا تستطيع الوصول الى بعض مناطق المدينة" قبل ان يضيف متسائلا "ماذا نفعل بمرضانا؟".
ومنذ اذار/مارس الماضي وحتى العاشر من ايار/مايو، دارت مواجهات بين الجيش الاميركي والقوات العراقية من جهة وجيش المهدي التابع للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر من جهة اخرى استمرت نحو شهرين.
وبنى الجيش الاميركي جدارا اسمنتيا بارتفاع نحو خمسة امتار وطول كيلومترات عدة، لعزل القسم الجنوبي من الضاحية الشيعية بهدف وقف اطلاق الصورايخ وقذائف الهاون على المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة والسفارتين الاميركية والبريطانية.
وتوقفت الاشتباكات بعد توصل التيار الصدري في العاشر من ايار/مايو الماضي الى اتفاق مع الحكومة يتضمن وقف المواجهات العسكرية في مدينة الصدر وانسحاب الميليشيات والسماح لقوات الامن العراقية القيام بواجباتها.
ويتولى الجيش العراقي المسؤولية الامنية في معظم احياء مدينة الصدر حيث يتمركز في نقاط تفتيش عند مداخلها وفي تقاطع ساحة "الخمسة والخمسين" عند منتصف شارع القدس الذي يقسم الضاحية الفقيرة الى جزئين غير متوازيين يقع اكبرهما خارج الجدار.
يذكر ان الجيش الاميركي شيد الجدار العازل في شارع القدس.
ومع ذلك، يوفر الجدار فرصة للبعض ممن يعمل على نقل النساء والاطفال والرجال احيانا في عربات صغيرة تسحبها دراجات نارية مقابل مبالغ بسيطة، الامر الذي لم يكن مألوفا من قبل.
لكن عددا من باعة الخضار والفاكهة على امتداد الجدار يؤكدون انهم فقدوا معظم زبائنهم المقيمين في الجانب الاخر.
ويقول احدهم رافضا الكشف عن اسمه "نحن ضحايا الصراع بين الميليشيات والجيش الاميركي فعناصر الميليشيات يطلقون قذائف الهاون من شوارعنا (...) انهم مسلحين، لا نستطيع الوقوف بوجههم".
ويضيف "بقيت عائلتي المكونة من 18 شخصا خلال الاشتباكات العنيفة ثمانية ايام في غرفة صغير من دون كهرباء وكمية محدودة من المياه والطعام، كما عانت عائلات اخرى من الامر ذاته".
ويشير الى نقل زوجته واطفاله الى محافظة ميسان، كبرى مدنها العمارة (365 كلم جنوب بغداد) بسبب استمرار الخوف من الاضطرابات. "لكنهم عادوا الى المنزل فنحن لا نستطيع العيش خارج مدينة الصدر".

Inga kommentarer: