fredag 27 juni 2008

أبطال رياضة الغد:هل الموهبة في الجينات الوراثية؟

انزو على خطى زيدان الاب





انزو زيدان وبروكلين بيكهام وغيرهم كثر

هناك قاعدة بسيطة تقول إن الوصول إلى أرقى مراتب الإنجاز في أي مجال يمر من باب واحد وهو باب العلم، قد تكون هناك مفردات أخرى تشارك في صنع الإنجاز وعلى رأسها الحماس والمثابرة وقوة الإيمان بالوصول إلى الهدف والعمل بروح الفريق وغيرها من القيم المعنوية، ولكن العلم يظل هو الأهم والأكثر تأثيرًا في صنع منظومة النجاح، والإنجاز الرياضي ليس استثناءً من هذه القاعدة، فصنع البطل الرياضي في الألعاب الجماعية والفردية أصبح أسيرًا لمجموعة من الإجراءات العلمية على رأسها القياسات البدنية والكشوفات الطبية وأساليب التغذية والإعداد النفسي للبطل الرياضي .
والحلقة الأحدث في هذا الملف الحيوي جاءت من خلال دراسة علمية عميقة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" البريطانية.
السؤال الأبرز للدراسة كان يقول ... هل يولد بعض الأشخاص ولديهم استعداد فطري للعب كرة القدم؟ ربما تكون الإجابة من خلال قراءة سيرة بعض النجوم الكبار، فقد جاءت هذه العبارة على الموقع الرسمي لديفيد بيكهام الذي التحق بمدرسة بوبي تشارلتون لكرة القدم في سن الحادية عشرة، ثم اختير بيكهام للتدريب مع الفريق الأول ثم لاعب أساسي في فريق مانشستر يونايتد في سن السادسة عشرة، فهل من المؤكد وبحكم الجينات الوراثية أن يكون "بروكلين" ابن بيكهام موهوبا كرويًا ؟ وهل سنرى "إنزو زيدان" على خطى الأب الموهوب "زين الدين زيدان" ؟
ولكن ما هو الوضع إذا ولد لاعبو كرة القدم ولم يلعبوا كرة القدم؟ وبمعنى آخر هل هناك مواهب كروية فطرية لا يتم الكشف عنها ولا يملكون الفرصة لممارسة كرة القدم؟ لقد أجري اختبار لتحديد إذا كان الطفل سوف يتحول إلى لاعب كرة قدم مميز من أجل إرضاء حلم مدربي لعبة كرة القدم.
مؤخرا تقدم الدكتور هيننج واكرهاج من معهد العلوم الطبية في جامعة أبردين إلى ناد أوروبي كي يسأل إذا كان من الممكن أن يقوم بعمل فحص جيني لنجوم كرة القدم المحتملين (الشباب والناشئين). إن هذا الأمر لا يعد خياليا كما يبدو – فهناك حاليا اختبار هدفه فحص جينات البطل الرياضي وهو اختبار تتيحه شركة متخصصة تستخدم التكنولوجيات الوراثية وهذه الشركة مقرها في فيكتوريا في استراليا.
إن الإختبار التكنولوجي للجين الوراثي كما تقول الشركة الذي يساعدك على معرفة قدراتك الكامنة يقوم على بحث تم تنفيذه في عام 2003 بواسطة مجموعة من العلماء الإستراليين. ومع ذلك يتضح أن ليس كل هؤلاء العلماء مهتمين بالإختبارات الجينية، و أيضا ليست لديهم قناعة بالعملية ذاتها. حيث يقول أحد المؤلفين المشهورين وهو الدكتور دانيال ماك آرثر، من معهد البحث في الأعصاب والعضلات في مستشفى الأطفال في ويستميد في سيدني: من الممكن أن نقول إن استخدام هذا الإختبار غير كاف للتنبؤ بالأداء بخاصة في مجال لاعبي كرة القدم. ولا يوجد هناك دليل على أن الكثير منا يستخدمون هذا الإختبار.
إن الجين الوراثي الذي تبحث عنه الشركة من المحتمل أن يوجد عند أي فرد يهتم بالرياضة كهواية. لهذا ما هي الحقيقة وراء البحث في جينات كرة القدم؟ هل سيمكننا يوما ما أن نحدد أن نجما قد ولد؟ هل من المضحك أن تتساءل أن هناك شيئا في الحمض النووي مثلا لدى فرانك لامبارد نجم فريق تشلسي والمنتخب الانكليزي؟ وهل لذلك علاقة بالجينات الوراثية التي حملها عن والده الذي كان أحد نجوم الدوري الانكليزي سابقًا ؟
بدايات الكشف عن الجينات التي تصنع الأبطال تبدأ القصة عندما كان المؤلف ماك آرثر والذي يعمل في ويستميد، يدرس الأشخاص الذين يعانون مرضا عصبيا عضليا على أمل الوصول إلى علاج لهذه الحالة. وقد ركز على جين يسمى "ايه سي تي ان 3" ACTN3/ والذي يوجد لدى العديد من الكائنات الحية بدءا من البكتيريا وحتى الطيور والبشر. ويتحكم هذا الجين في إنتاج مادة البروتين في العضلات .
وقد شعر العلماء بسعادة غامرة لأنهم اكتشفوا أن المرضى كانوا يعانون نقصا في البروتين، من نوعية الفا أكتين 3، والذي ينتجه الجين المذكور سابقا. ولكن العالم نورث يقول: لقد تحولت فرحتنا بسرعة إلى حيرة. حيث اكتشفنا أن أقارب المرضى كانوا أيضا يعانون نقصا في هذا النوع من البروتين أيضا كما وجد أعضاء الفريق البحثي. وفي الواقع فإن البحوث التي جاءت بعد ذلك أوضحت أن حوالى خمس الأشخاص البيض القوقازيين لديهم نقص في البروتين من نوع ألفا آكتينين3، ويوجد هذا البروتين في العضلات التي تساعد على القفز والتي تستخدم بشكل كبير في الحركات القوية مثل العدو والقفز.
يوجد لدى كل شخص نسختين من جين ACTN3 ولكن بعض الاشخاص لديهم مجموعة جينات تعرف باسم R577X. وإن هذا التنوع في الجينات يوقف خلايا العضلة من قراءة الشفرة الكاملة لجين ACTN3. لذلك إذا كان لدى شخص نسختان من R577X، فهذا يعني أنهم لا يستطيعون إنتاج بروتين ألفا آكتينين 3 نهائيا. ولأن حوالى 18 بالمائة من السكان لا ينتجون مثل هذا النوع من البروتين، فهذا يعني أن القصة سوف تكون أكثر تعقيدا.
انزو على خطى زيدان الابفي الحقيقة، هناك جين وراثي ثان يسمى ACTN2 يساعد على تعويض النقص. وقد فسر الباحثون أنه إذا كان هناك تنوع في البشر، فإن الأشخاص الذين لديهم نسخ عاملة من جين ACTN3 ربما يكونون أفضل في سباق العدو ورياضات ألعاب القوى أكثر من غيرهم.باختصار، بدأ فريق البحث في الكشف عن خريطة معقدة من الشفرات الجينية التي تؤثر في قدراتنا الرياضية. ومن خلال التعاون مع معهد الرياضة الأسترالي، أخذوا الحامض النووي من أكثر من 400 رياضي مشهور الذين تنافسوا في مجموعة كبيرة من الرياضات بدءا من السباحة حتى التزحلق، مع مقارنته بالحمض النووي لدى العدد نفسه تقريبا من أشخاص عاديين.
وما وجده نورث كان أن اللاعبين المتوقع بروزهم في المستقبل عامة كان لديهم نقص في نسخة الجينين. وبمعنى آخر، فقد اكتشفوا أن نقص النسخ العاملة من جين ACTN3 يفيد في الواقع الأداء الفعال البطيء للعضلة. وعلى النقيض، فإن الرياضيين الذين يمارسون ألعاب قوى وعدو كان لديهم نسختان من جين آكتين3. لذلك فإن جين آكتين3 أصبح معروفا بجين السرعة، ونظريا، فإن هذا يعني أنه من الممكن تصوير نسخ الجين آكتين3، ولكن هل هذا حقيقة اختبار جيد لإيجاد اللاعب الأسطورة القادم في كرة القدم؟
يقول ماك آرثر: إن القضية المهمة هي معرفة أن جين آكتين3 هو المسؤول عن 2 إلى 3 بالمائة من التنوع في قوة العضلة وأداء الجري لدى الأشخاص غير الرياضيين. وهذا يعني أن جين آكتين3 ليس شيئا يمكن أن يستفيد منه الكثير منا أو من إجراء اختبار عليه. ومع ذلك فإن نسبة 2 إلى 3 بالمائة من الممكن أن تشكل فارقا كبيرا بالنسبة إلى الرياضيين المتفوقين. وبالإضافة إلى الدافعية العالية والروح القتالية والتدريب وفق أسس علمية، فإن أولئك الأفراد النادرين يحتاجون أن يكون لديهم مجموعة كاملة من الجينات كي تكون لديهم الفرصة في الفوز بميدالية الألعاب الأولمبية.
وعلى هذا المستوى المتميز، فإن جين آكتين3 يبدو أن له تأثيرا قويا خاصا على لاعبي سباقات العدو فهم في حاجة إلى أن يكون لديهم على الأقل نسخة للعدو من جين ACTN3 من أجل القدرة على المنافسة على المستوى الأولمبي. ولهذا فإن الإختبار الذي يوضح أنك لا تمتلك جين السرعة قد يشير إلى أنك لن تصبح عداء أولمبيا مهما كان تدريبك. ولكن إذا كان لديك جينات تدعم خاصية السرعة فهل هذا يعني أنه من المحتمل أن ترفع يوما ما الميدالية الفضية بدلا من مجرد مشاهدتها من خارج الملعب أو عبر شاشات التلفاز؟
يبدو أن بعض البحوث تدعم ذلك. حيث إن هناك مقالة نشرت توا في صحيفة بريطانية متخصصة في الطب الرياضي كتبها البروفيسور آليجاندرو لوسيا، من الجامعة الأوروبية في مدريد، والتي توضح أن لاعبي كرة القدم المميزين يميلون إلى إمتلاك تلك الجينات الخاصة بالسرعة في أجسامهم. ومع ذلك فإن لوسيا يعارض بشدة إجراء الإختبارات على الأطفال ويقول باستهجان: لماذا الإزعاج؟ إن الجينات التي ولدنا بها هي التي يجب أن نعيش بها حتى نموت. كما أضاف أنه يمكنك أن تكون رياضيا لامعا دون الحاجة إلى جين السرعة مستشهدا بلاعب القفز الأسباني الأولمبي كمثال والذي تم اختبار الحمض النووي له. لقد فاز اللاعب بالميدالية الذهبية ويعد عداء مميزا. و على الرغم من حقيقة أن جين ACTN3 يعد مسؤولا عن توليد السرعة العالية لإنقباضات العضلات القوية فإن هذا الشاب ليس لديه أي نسخ عاملة من هذا الجين.
ويقول واكرهاج إن اختبار ACTN3 لا يعد مناسبا كليا للاعبي كرة القدم. إنه يشبه سباق السيارة الواحدة التي لها موتور صغير. فأنت تعلم أنها لن تكون سريعة جدا، ولكن هناك شيئا أكثر أهمية لسباق السيارة الواحدة من الموتور فهي تعتمد على إطاراتها العالمية والهيكل الكربوني وعجلة القيادة، فلاعب كرة القدم العالمي يحتاج فقط إلى مجموعة من المهارات من أجل أن يظل هادئا تحت ظروف الضغط الاعلامي والجماهيري ويكون لديه تناسق حركي دقيق ويمتلك قوة تحمل بالإضافة إلى أن يكون عداء سريعا.
تكاليف الفحوصات والبعد الأخلاقي...ويتكلف الإختبار الذي يتم من خلال تكنولوجيات علم الجينات حوالى 100 دولار أميركي (47 جنيها استرلينيا) ويشمل أخذ عينة من اللعاب من الفم. ويحصل المفحوصون على النتائج خلال 10 إلى 15 يوما. ويقول ماك آرثر إن هناك طريقة معقدة من الإختبار سوف تكون متاحة في المستقبل ولكن لا يمكننا أن نتنبأ متى: فجين ACTN3 يعد واحدا من مئات الجينات المختلفة التي من الممكن أن تؤثر في القدرة الرياضية. ونحن نعرف الآن مجموعة من تلك الجينات، ولكن البحث سوف يأخذ وقتا طويلا حتى نكتشف جميع الجينات ونحدد تأثيرها الدقيق على القدرة الرياضية.
وقبل أن نسير في هذا الطريق فيجب علينا كما يقول واكرهاج أن نضع في اعتبارنا المضامين الأخلاقية للفحص الجيني. فالجين الذي يجعلك سائق دراجة ممتاز من الممكن أن يسبب لك بعد ذلك خلايا سرطانية خطرة. فمن المحتمل أن يدمر الرياضيين في مرحلة مبكرة بحيث يصبحون غير قادرين على العدو أسرع بعد ذلك. ومع ذلك فإن هذا الإختبار ليس دقيقا مائة بالمائة ولا يمكنه أن يحدد الهوية المستقبلية للرياضي بشكل تام. وعلى العكس فإن الرياضيين من الممكن أن يواجهوا تمييزا ضدهم على أساس الإصابات المستقبلية، على سبيل المثال، فالملاكم يجب ألا ينافس لأن لديه متغيرا من جين APOE الذي قد يعرضه لتلف في المخ.
وحتى لو تخطينا العقبات الأخلاقية، فهل ستتحول هذه اللعبة إلى علم للكشف عن المجموعة التالية من اللاعبين الذين يشبهون مارادونا وزيدان ورونالدو وبيكهام؟ ويعتقد هوو جيننجز أن مثل هذه الإختبارات ليست قادرة على الحصول على لاعب آخر يشبه ريان جيجز من خلال حضانة المعمل: فبينما يمكنك أن تحدد القدرة الرياضية، فإن الطريق لكي تجعل الصغير محترفا واعدا في القمة مازال غير سهل، و هذا لا يؤدي بالضرورة إلى أن يصبح الرياضيون لاعبي كرة موهوبين. و مع ذلك فإننا نعرف تأثير الجينات الوراثية بنسبة 50 بالمائة تقريبا على المهارة الرياضية بدءا من استنشاق الأكسجين إلى أقصى سرعة في الجري. ويقول واكرهاج إنه في المستقبل سوف يأتي وقت بلا شك يمكن فيه علميا إجراء اختبار على الإستعداد الرياضي ولكن يجب أن نقرر إذا كنا سعداء بتلك الإختبارات و النتائج التي نبني عليها أم لا.
صناعة البطل تمر عبر هذه المفردات القوةيعد جين المايوستاتن هو عامل النمو الذي يتحكم في نمو العضلة، فالشخص الذي لديه مستوى عال من المايوستاتن سوف يكون لديه عضلات أقل نموا. فالتغير في جين المايوستاتن سوف يؤدي إلى إزالة هذا التحكم، ومن الممكن أن يؤدي إلى نمو سريع للعضلة. ويوجد طفل ألماني حاليا لديه عضلات أكثر قوة من أقرانه اربع مرات، وسوف يكون هذا نافعا إذا أصبح لاعب كمال أجسام.
طول القامةهناك هرمون مشابه للأنسولين وهو المسؤول عن تنظيم نمو وتطور الخلية. فاللاعب الرياضي الذي لديه وفرة في هذا الهرمون وهرمونات النمو الأخرى المنظمة للنمو سوف يكون طويلا ويكون مجاله لعبة كرة السلة.
السرعةإن الفئران المميزة قد تم تخليقها جينيا من أجل أن تجري أسرع وأكثر تمت زيادة جين معين لديها وتعديله والذي ينشط فقط في عضلات الجهاز الهيكلي. بحيث أصبحت الفئران تنتج قليلا من حمض اللاكتيك وتحرق دهونا أكثر. كما يمكنها أن تجري بسرعة 20 مترا في الدقيقة في متاهة لمدة ست ساعات متواصلة .
اللياقةإن هرمون إيريثروبويتن هو الذي ينظم عدد خلايا الدم الحمراء. وإن التغيير في مستقبل هذا الهرمون يساعد الخلايا الحمراء على أن تحمل مستويات عليا من الأكسجين، والتي قد تؤدي إلى زيادة قدرة القلب على التحمل. ويشبه هذا التأثير تخدير الدم وهي عملية غير شرعية وغير اخلاقية ولكنها قد تكون الطريق نحو الوصول بمعدلات اللياقة البدنية لمستويات مذهلة .
سرعة العضلةإن جين آكتين3، وهو جين السرعة والذي يعمل على سرعة انبساط العضلة يجعل العضلات تنقبض بسرعة. وإنه شيء حاسم للعدائين والرياضات التي تحتاج إلى وقت قصير والحركات القوية. كما أن جين ACTN3 يلزم من أجل ابطاء انقباضات العضلة اللازمة لقوة تحمل الرياضيين.
قوة التحملهناك جين يعرف باسم براديكينين بيتا 2 والمسؤول عن القدرة على الجري لمسافات طويلة في السباقات الأولمبية، مثل سباق الماراثون ويعتقد أنه يعمل من خلال جعل العضلات الهيكلية تنقبض بكفاءة عالية .

Inga kommentarer: