söndag 11 november 2007

ألقابهم أسماء زعماء الجماعات المسلحة ,أطفال بغداد لعبتهم سلاح الكبار


لا يكاد يخلو محل تجاري لبيع لعب الاطفال من الاسلحة النارية البلاستيكية بكل انواعها خاصة تلك التي تشبه الى حد ما اسلحة القوات الامريكية واسلحة الجماعات المسلحة "المليشيات" في العراق. ويكثر الطلب حصريا على سلاح نوع "كلاشنكوف" وهو من الاسلحة الخفيفة التي تستخدمها الجماعات المسلحة وقوات الامن العراقية، اضافة الى البندقية التي يحملها الجيش الامريكي، والمسدسات والقنابل اليدوية. وتواضب القوات الامريكية على نشر اعلانات جدارية في الشوارع تحذر ذوي الاطفال من وضع مثل هكذا لعب بيد ابنائهم مخافة الاشتباه بها، ما قد تودي بحياة الطفل بطريق الخطأ بنيران القوات الامريكية او اجهزة الامن. يقول ابو علي 51 عام يملك محل لبيع لعب الاطفال في منطقة الكرادة شرق بغداد "ان لعب الاطفال التي هي على شكل اسلحة الاكثر رواجا وبيعا فنضطر الى توفيرها للزبائن". "ولا يوجد أي قرار منع او تحذير من قبل الحكومة العراقية او منظمات المجتمع المدني او جمعيات رعاية الطفولة" كما يقول ابو علي. الاباء بدورهم ينزلون عند رغبات ابنائهم في شراء هذه اللعب كونها تطلب من اطفالهم دون غيرها. يقول حسام ستار 35 عام رجل اعمال وهو فاتح ذراعية كانه يريد حل لهذه المشكلة "لقد قلت لطفلي حينما تحصل على درجات جيدة في الامتحانات الدراسية ساجلب لك ما تشاء، وفوجئت انه يريد مسدس عيار 9 ملم نوع كلك ذو 16 رصاصة". "انهم اصبحوا يعرفون انواع الاسلحة ايضا" كما يقول حسام ستار. شخصيات افلام الكارتون دائما تستهوي الاطفال، وفي محاولة لتقليدهم يسعى الطفل الى اقتباس اسماء ابطال الكارتون واطلاقها على نفسه فتجد من يصف نفسه "ساسوكي، او جامبو الجبار، او غريندايزر، او الكابتن ماجد"، لكن اطفال العراق لم يجدوا اكثر رواجا من اسماء زعماء التنظيمات المسلحة مثل ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وابو درع وهو احد زعماء جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر والذي يتخذ من مدينة الصدر في بغداد مركزا له.
و امتدت اسماء زعماء المليشيات لتصل الى طلاب المدارس. تقول علياء علي مديرة مدرسة في جانب الكرخ من بغداد 37 عام "ان الاطفال ينتحلون صفة زعماء الارهاب عندما يلعبون، ولعبتهم هي ان يدخلوا في معركة ويتصارعوا بالايدي والنتيجة من الذي ينتصر، زعيم الشيعة ام السنة". وتضيف علياء "ان اباء الاطفال يتحملون المسؤولية لانهم يتحدثون امام ابنائهم عن مشاكل الصراع الطائفي في البلد ويذكرون هذه الاسماء بفخر، فبعض السنة يمتدحون الزرقاوي، والبعض الاخر من الشيعة يحترمون ابو درع، فيعتقد الطفل ان هؤلاء ابطال وعليهم ان يقلدوهم". وفي شارع سكني ضيق في منطقة المنصور غرب بغداد انقسم اربعة اطفال الى فريقين الاول يمثل جيش المهدي والثاني يمثل جماعة ابو مصعب الزرقاوي وبدأ الطرفان باستخدام اسلحتهم النارية البلاستيكية، ويكاد صوتهم يشبه صوت المعركة بعضهم عندما يطلق رصاصة يخرج معها صوت من فمه "طاخ .. طاخ" والثاني يقول "طش .. طش" والثالث "طز..طز". تقول مها عيسى 26 عام باحثة اجتماعية "استطيع ان اؤكد ان غالبية الاطفال لديهم هذه العب التي تباع في كل مكان، وان سببها هو ان الطفل يحاول تقليد الكبار، ولا يكاد رجل في العراق الان لا يملك سلاحا من الاب الى الاخ الكبير للطفل، كما انه يشاهد يوميا رجال الشرطة والقوات الامريكية في الشارع تحمل السلاح، ويشاهد الاعلانات التلفزيونية التي اصبحت غالبيتها عن الارهاب والعنف ولا يكاد يعرض اعلان واحد في التلفزيون الا ما ندر عن التجارة او السياحة". "لا يوجد شيء في العراق سوى الحرب، انها تشتعل منذ ثلاثين عام ولا امل قريب بانتهائها" كما تقول مها عيسى. يجتهد صناع هذا النوع من اللعب بان تكون نسخة طبق الاصل من الاسلحة الحقيقية، وغالبا ما يكون منشاؤها من سوريا وايران او الصين. ان التربية التي يقوم عليها الطفل العراقي مؤشر خطير الى ترسيخ ثقافة العنف في داخله وتؤدي الى قيام جيل جديد من محترفي العنف.

Inga kommentarer: