fredag 30 november 2007

بغداد تمنح مكافآت مالية لاستعادة الآثار العراقية المنهوبة


تحاول السلطات العراقية عبر زيادة قيمة المكافآت استعادة قطع أثرية نادرة وكنوز بلاد ما بين النهرين التي تعرضت للنهب والسرقة من المتاحف والمواقع الأثرية اثر سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين. وبدافع من هذه المكافآت المجزية، يعيد عراقيون تماثيل وأسلحة وأواني وعملات تم صكها إبان عهود قديمة في بلد يعتبره بعض المؤرخين مهدا للحضارات الإنسانية. ويقول عبد الزهرة الطالقاني مسؤول الإعلام في وزارة السياحة والآثار للوكالة الفرنسية "تسلمنا خلال أسبوع واحد فقط ما مجموعه 594 قطعة أثرية". وأضاف الطالقاني أن مكتبه يتلقى المزيد من القطع الأثرية يوميا. لكن استعادة الكنوز والقطع النادرة تبدو عملية ضخمة في ضوء ما تعلنه الأرقام الرسمية عن سرقة 32 ألف قطعة من المتحف الوطني في بغداد فضلا عن وجود ما لا يقل عن 12 ألف موقع تاريخي واثري في أرجاء العراق. ويؤكد مسؤولون عراقيون أن عمليات النهب مستمرة في الموقع الأثرية غير الخاضعة للحماية. ولا يخفي الطالقاني غضبه مهاجما الأميركيين وخصوصا ما يصفه بعدم مبالاتهم تجاه الكنوز الأثرية في البلد، مؤكدا أن "العراق يطفو فوق بحيرتين: النفط والآثار، والقوات المتعددة الجنسيات بذلت كل ما في وسعها لحماية الأولى لكنها لم تفعل شيئا بالنسبة للأخرى. فنحن لا نتهمها بالسرقة لكنها لم تبذل أي جهد لمنعها". وبين القطع النادرة المفقودة تمثال رأس امرأة يعود إلى الحقبة السومرية (3500-2100 قبل الميلاد) تم اكتشافه فيما كان يعرف قديما بمنطقة أوروك وبات اسمها اليوم الوركاء (275 كلم جنوبي بغداد) كما لا يزال مفقودا بعض القطع المهمة التي تعود إلى الحقبتين البابلية (2100-1350 قبل الميلاد) والآشورية (1350-612 قبل الميلاد). إلا أن الحملة العالمية لاستعادة آثار حقبات تاريخية غابرة بدأت اعتبارا من سنة 2005 بعد أن استعادت وزارة الآثار نشاطها. وتم تسريع عملية استعادة القطع والكنوز الأثرية اثر تعيين محمد عباس العريبي وزيرا جديدا في سبتمبر/ أيلول الماضي. وقد جعل الوزير من استعادة القطع الأثرية إحدى أبرز أولوياته وحدد نظاما جديدا للمكافآت بحيث ارتفعت قيمة الجائزة من عشرة آلاف دينار (8 دولارات) إلى خمسة ملايين دينار (ثلاثة آلاف دولار). وأوضح الطالقاني "ندفع وفقا لقيمة القطعة التي نستعيدها". وقد تسلم احد الأشخاص قبل أيام جائزة مالية كبيرة اثر قيامه بتسليم قطعة نقود ذهبية تعود إلى الحقبة الأموية 750-850) ميلادية)، وهي من أوائل الصكوك في الحضارة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، خضع عدد من أفراد الشرطة إلى دورة تدريبية خاصة بمراقبة الحدود وكشف المهربين الذين يسعون إلى بيع آثار العراق في الدول المجاورة. ويقول الطالقاني "بعد أن غرقت البلاد في الفوضى، قامت عصابات متخصصة بسرقة الآثار دون معرفة قيمتها الحقيقية بحيث كانت تبيعها بحفنة من الدولارات خارج العراق".وقد اعتقلت السلطات في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي عصابة كانت تحاول عبور الحدود باتجاه المملكة العربية السعودية. كما تجري السلطات في بغداد اتصالات مع دول الجوار لمكافحة هذه الآفة. وأكد المسؤول العراقي "لقد تم التعرف على ما لا يقل عن أربعة آلاف قطعة أثرية لدى الدول المجاورة ونعمل على استعادتها". لكن عملية الاستعادة تحتاج إلى الصبر فالسلطات العراقية عاجزة حتى الآن عن تحديد أعداد القطع الأثرية التي تم استردادها. أما المسؤولون عن المتحف الوطني في بغداد فقد أعلنوا عن استعادة 3938 قطعة من أصل حوالي 15 ألفا اختفت بعد سقوط النظام في أبريل/نيسان 2003.

Inga kommentarer: