torsdag 29 november 2007

شباب عراقيون ينتصرون للألوان على حساب الدم



بغدادإيلاف، وكالات: فيما تمثل الجدران الخرسانية للكثير معنى السجن، وقلة الحيلة بلونها الرمادي، وعلوها الشاهق، إلا أنها كانت لبعض الشباب العراقين ككراسة رسم مفتوحة على مصراعيها لإظهار كم هم موهوبين في الرسم، ولتأكيد الصورة التي عُرف بها شباب العراق، بتعلقهم وأتقانهم للفنون. وبأن صوت الشعب أعلى من صوت البنادق، والألوان أكثر زهاءاَ من لون الدماء التي تنتشر في شوارع بغداد. فبعد مبادرة أمانة بغداد وبعض الوزارات والمؤسسات الخاصة وبفضل جهود رسامين من طلاب معهد الفنون الجميلة وهواة آخرين تحولت هذه الجدران الرمادية إلى لوحات تزرع الابتسامة في بلد بأمس الحاجة إليها.

وتحولت الجدران المقامة لدواع أمنية في بعض شوارع العاصمة بغداد والتي كانت قد شوهتها إلى لوحات فنية زاهية تروي تاريخ العراق وتصور جوانب من طبيعته بفضل أيدي عراقية فتية، ومزجت الألوان بطعم الحياة، فأصبحت الجدران التي كانت موحشة، أكثر ايناساً، وكأن شمساً تشرق من الجدران وكأن ينابيع تصب في نفوس المارة.

ففي الأعوام الأخيرة ارتفعت جدران أسمنتية في شكل متباين ووصل علو بعضها إلى تسعة أمتار حول مقار الوزارات والدوائر الحكومية وبعض أحياء العاصمة بغداد لأغراض أمنية. ورغم تشويهها معالم العاصمة أشاعت إقامتها بعض الطمأنينة في نفوس البغداديين كونها تحميهم من التفجيرات وأعمال العنف التي حصدت آلاف المدنيين.

على طول الطريق الرئيسية المؤدية إلى مطار بغداد الذي أقامت القوات الأميركية قربه إحدى قواعدها الرئيسية انتشر 12 رساما على امتداد الجدار العازل على طول الطريق وهم يرسمون لوحات تاريخية تصور عصورا مختلفة من تاريخ العراق. هذه الطريق التي لطالماً اعتبرها العراقيين الأخطر، بسبب تعرضها إلى عمليات إرهابية، أصبحت كتاب تاريخ مصور يحكي لوحات تجسد صورا لحمورابي وإحدى الأميرات وجواهر وذهبا وجوانب من مدينة بابل الأثرية إضافة إلى أشجار نخيل باتت أكثر ما يجذب المارة حاليا، وكأنهم يستأنسون بالظل وبمشاهدة الأميرات الحسناوات.

أستاذ الفنون ناجي حسين كان يضع لمساته الأخيرة على احد الأعمال لطلابه يقول: إن هذا العمل بالنسبة للطلاب جيد لممارسة فنهم فضلا عن كونه يخدم بلدهم ويفتح نافذة على تاريخنا وحضارتنا العريقة.ويعرب عن أمله في أن ترفع هذه الجدران الأسمنية ويعود الأمن والسلام لمدينة بغداد فيظهر جمال الطبيعة بدل الجدران والأسلاك الشائكة.

الرسام العراقي احمد الذي كان منهمك ومنكباً على رسم لوحة تمثل فلاحين يدخلون بغداد على عربة على أحد الجدران العازلة في جانب الكرخ في غرب نهر دجلة قال: إن الفنانين حولوا الجدران القبيحة إلى لوحات جميلة.ويضيف أن معظم الرسامين العراقيين المعروفين فروا خارج العراق وأن الفنانين الباقيين عليهم الآن إعادة الفن والحياة التي يحلم بها الأطفال العراقيون بعيدا من العنف والدمار.

يذكر أن القوات الأميركية كانت قد أقامت في إبريل/ نيسان الماضي جدارا عازلا من الاسمنت المسلح طوله 5.4 كيلومترات وارتفاعه خمسة أمتارا حول منطقة الأعظمية السنية في شمال بغداد. وزن كل كتلة من هذا الأسمنت يتجاوز الستة أطنان.

كما أقامت جدارا أخر بين منطقتي الشعلة والغزالية مطلع سبتمبر/أيلول. وأعلن الجيش الأميركي أنه يقوم بذلك للحد من وقوع أعمال العنف وخصوصا الطائفية.

Inga kommentarer: