lördag 3 maj 2008

عمالة الأطفال في بغداد تشهد إرتفاعا بنسب مخيفة وسط مخاوف من آثارها بعيدة المدى


أصبح منظر الأطفال الذين يكدحون لكسب لقمة العيش عن طريق الخروج إلى سوق العمل مألوفا في شوارع العاصمة، في وقت أبدى باحثون إجتماعيون قلقهم من الآثار السلبية الناجمة عن هذه الظاهرة اللاحضارية. محمد هو أحد هؤلاء الأطفال، حيث يبدأ صباحه وسط ضجيج بغداد يوميا بخطوات بطيئة بين الأزقة والشوارع بحثا عما يسد رمقه ورمق عائلته، عبر تجميع علب الصفيح وإعادة بيعها كمصدر للحصول على المال الذي لا يتجاوز خمسة الآف دينار يوميا (أقل من ثلاث دولارات) بعد أن أجبره موت والده على الخروج للعمل لإعالة أمه وأخته. ويجهل محمد تاريخ ولادته وتفاصيل أخرى عن حياته، وتحدث إلى "راديو سوا" عن رحلته اليومية بنبرة تشوبها البراءة والألم متحسرا على مدرسته التي يقول إنه قضى أجمل أيامه من خلال الدراسة فيها. أما ليث، وهو الآخر ضحية الإهمال والجهل الأسري، فقد خاض معترك الحياة مبكرا بالخروج إلى العمل في مكب النفايات القريب من منزلهم للبحث عن علب الصفيح وإعادة بيعها بمبلغ زهيد، فيما والده جالس في البيت. واضطر سلام البالغ من العمر 13 عاما على ترك المدرسة والعمل في ورشة تصليح السيارات بعد أن واجه صعوبة في الدراسة والتأقلم ويتهم والده ووالدته الذين لم يحصلا إلا على قدر ضئيل من التعليم بعدم الإهتمام به. ويرى الأخصائيون الإجتماعيون أن السببان الرئيسان لتفشي ظاهرة عمالة الأطفال هما الفقر والجهل، وتقول سعاد الخفاجي رئيسة مؤسسة الرحمن الإنسانية إن الفقر يجبر أولياء الأمور على الخروج إلى العمل في سن مبكرة. وتحذر الخفاجي من النتائج بعيدة المدى التي ستترتب على شيوع هذه الظاهرة، مثل الفساد الإجتماعي وإدمان المخدرات والنشل والقتل وباقي الآفات الإجتماعية. وفي ظل غياب إحصائيات دقيقة حول أعداد الأطفال المشردين والذين يعمل أغلبهم في مهن لا تتناسب مع سنهم وقابلياتهم الجسدية، فيما تقف المؤسسات الحكومية موقف المتفرج ولايبدو أنها تتخذ الإجراءات الكافية لرعاية الاطفال وإبعادهم عن الاستغلال.

Inga kommentarer: