torsdag 15 maj 2008

هجرة صحافيات عراقيات من عواصم الغرب لبغداد

على الرغم من هجرة الكثير من الأدباء والمثقفين العراقيين بعد العام 2003 بسبب تدهور الوضع الأمني في العاصمة بغداد، إلا أن التحسن الأمني النسبي الذي طرأ مؤخرا على بعض أحيائها، شجع بعض الأدباء والكتاب المغتربين في عواصم غربية على القيام بهجرة معاكسة تكون محطتها الأخيرة في بغداد.
ومن بين هؤلاء أديبات وكاتبات قررن العودة إلى بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية، في خطوة للتواصل مع المجتمع العراقي الذي خرجن منه قسراً.
من بغداد إلى الخليج إلى لندن.. ثم بغداد
تقول الكاتبة والصحافية العراقية إبتسام الطاهر، التي عادت إلى العراق بعد اغتراب طويل في عاصمة الضباب لندن أنها إنتهزت "أول فرصة للعودة إلى البلاد عقب التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية، لأنها تشعر أن المرحلة الحالية في تاريخ العراق، على الرغم من صعوبتها ومرارتها، يجب أن يشارك فيها جميع العراقيين".
وتضيف الطاهر في حديث لـ"نيوزماتيك" أنها خرجت من العراق عام 1980 واتجهت إلى دول الخليج، وكانت تشعر أنها تجلس على الرصيف بانتظار عودتها إلى الوطن، لكن طول المدة أجبرها على أن تتخذ من لندن سكناً لها ولعائلتها.
وتضيف الطاهر "بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988 وخروج صدام أقوى من السابق، شعرت باليأس من العودة إلى العراق، فقررت ترك دول الخليج والذهاب إلى لندن حتى سقط النظام، حيث عدت إلى العراق في الشهر الأول من العام 2003، ولكن الفوضى التي كانت تعم العراق كبيرة جداً ومنعتني حينها من البقاء ".
لكن الطاهر رجعت إلى العراق نهاية عام 2007 متحدية بكل قوة عرفت كتاباتها بها، وهي التي كتبت، من وسط العاصمة بغداد أثناء العملية العسكرية على مدينة البصرة والتي عرفت بـ"صولة الفرسان" مقالاً بعنوان "هل السيد مقتدى ضحية لتياره؟" دون أي خوف من أي استهداف يطالها في بغداد.
مباهج صغيرة وأحلام كبيرة
الطاهر تعبر عن فرحتها بالعودة وتقول إنها "تركب الباصات يوميا، وتمشي، مسافات طويلة، في شوارع العاصمة العراقية بغداد، لكي تأخذ صورة عن الشارع العراقي بشكل قريب وواقعي يستند إلى مشاعر الشارع العراقي".
الكاتبة ابتسام الطاهر تحلم بتأسيس "مكتبة متنقلة لاستعارة الكتب عن طريق باص يوزع الكتب على طالبيها، عن طريق الاتصال بالهاتف".
وتحلم أيضا بإنشاء "مقهى أدبي مختلط يضم آلاف الكتب، لكسر التقاليد والتطرف الديني"، إلا أنها تستبعد إنشاءها في هذه الفترة "لعدم وجود الدعم المالي واستمرار آثار التطرف الديني".
بغداد، لندن، اربيل، ثم..
من جانبها الكاتبة والصحافية سعاد الجزائري العائدة إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين تقول، بعد غربة عاشتها في العاصمة البريطانية لندن، والتي عملت، في بداية الأمر، عام 2003 في راديو الناس وغيرها من المؤسسات الإعلامية، وشاركت في العديد من المجالات الثقافية، إلا أنها تعرضت لتهديد هي وعائلتها أجبرتها على ترك العاصمة العراقية بغداد والذهاب إلى مدينة أربيل.
وترى الجزائري، وهي ناشطة في حقوق المرأة في العراق، في حديث لـ"نيوزماتيك" أنها وعلى الرغم من التهديد الذي تلقته من مجموعة إرهابية، قررت عدم مغادرة العراق والبقاء فيه، "لقد قررت العيش في أربيل لكي أستمر في التواصل مع العاصمة بغداد، حيث إني أتنقل بين بغداد وأربيل باستمرار للاهتمام بكل ما يخص الشأن العراقي".
وتضيف الجزائري "لقد كانت الظروف صعبة في البلاد خلال السنوات الأربع الماضية، لكنها لم تمنع من وجود تواصل ثقافي وأدبي، وإقامة معارض أدبية داخل عدد من المدن العراقية".
وتتمنى الجزائري "عودة الاستقرار الكامل إلى العاصمة بغداد بأسرع وقت ممكن، كي تتاح الإمكانية بإقامة مشاريع ثقافية حقيقية وذات تأثير إيجابي على واقع التغيير الذي شهده العراق، والبدء بإزالة جميع التراكمات التي خلفها نظام صدام حسين على المشهد الثقافي والأدبي في العراق".
الجزائري تعمل الآن على إعداد دورات تدريبية لصحافيين وإعلاميين من كلا الجنسين في العاصمة بغداد، وقد التقت الكثير منهم، من خلال حضورها إلى مهرجان أسبوع المدى الثقافي في العاصمة بغداد، والذي بدأ في الأول من أيار وانتهى في الخامس منه، وقد ضم في أيامه الخمسة حضور عدد كبير من مثقفي المهجر وأدباء ومصورين تركوا العراق، منذ أواسط السبعينات".
يذكر أن تقريرا لمنظمة "مرسلون بلا حدود" صدر في العام 2007 بمناسبة مرور 30 سنة على اليوم العالمي للمرأة، أظهر أن هناك ثماني صحافيات محتجزات كرهائن في العراق، منذ آذار مارس 2003، بينهن ست أجنبيات.
وقد غادر عدد كبير من المثقفين والمثقفات من العراق منذ عام 2003، بسبب تهديدات بالقتل من قبل مسلحين، أو لتدهور الوضع الأمني في البلاد. ويعيش معظم هؤلاء في دول الجوار العربي خاصة سورية والأردن.
وكالة نيوزماتيك

Inga kommentarer: